Wednesday, September 28, 2016

تحليل نقدي حول رواية "مومو" للكاتب" ميخائيل إنده" ~ تأليف محمد سعد محمد





1-عنوان الرواية: في البداية يجب ان نتوقف عند عنوان الرواية لأن العنوان هو ما يجذب القارئ او ينفره من قراءة الرواية وقد سمى الكاتب روايته باسم بطلة الرواية الطفلة "مومو" . ان استخدام اسم بطل العمل للتسمية العمل هو امر دارج بين كتاب كثر، يستخدمها البعض لقلة حيلته وعدم عثور على اسم مناسب للرواية اما الاخرون يستخدمونه لأنه حتما الاسم المناسب للرواية وانه لن يكشف عن مكنون العمل وفي نفس الوقت سيجذب القارئ خصوصا انا غير شائع بين الناس وفي حالة رواية "مومو" وبما أنها تناسب معظم الاعمار وحتى الاطفال فقد كان اسم الطفلة "مومو" هو الأنسب لأن الكاتب لو استخدم فلسفته في عنونة العمل لن يستوعبه الأطفال.

2-عناوين الفصول: تكونت الرواية من احد وعشرون فصلا وقد اجاد الكاتب تسمية الفصول وهذا يؤكد ما كتبناه مسبقا عن عنونة الرواية ككل وقد نجح في اختصار الفصل في عنوانه مما يجعل القارئ يخمن ما سيحدث مسبقا ويتلهف للقراءة ليتأكد مما خمن فيه .

3- البداية والوصف في الرواية: كثيرا ما نجد روايات جيدة وذات افكار رائعة تبدأ بدايات ضعيفة وذلك نتيجة لصعوبة البداية في اي عمل لان البداية هيا التي تعطيك مفتاح المرور لباقي العمل، على عكس هذه الرواية فقد بدأ الكاتب بداية جيدة بوصف جيد للبلاد التي وقعت فيها الرواية وجوها ، طرقها ، شوارعها ، حاراتها ، معابدها ، اسواقها ، اجتماعات الناس في الشوارع ، المسارح ، ومدرجات المسارح المخصصة للجمهور كلها عوامل جعلت القارئ يعيش الاجواء التي عاشها الكاتب بالفعل ويتأثر بها ، وصف الناس الذين سنتعامل معهم في الرواية بدقة ووصف بطلة الرواية كل ذلك جعلك ترسم لهم صورة مكتملة  في عقلك وانت تقرا الرواية .

4- شخصيات الرواية: كما قلنا مسبقا ان الكاتب قد برع في وصف شخصيات الرواية وقد برع ايضا في انتقائهم .(أ) فقد اختار شخصية البطلة "مومو" بعناية وكيف أنها تستطيع ان تحبب الناس فيها وتحل لهم مشكلاتهم وتأتي لهم بأفكار مثمرة وذكية كل ذلك بالإنصات .(ب) شخصية "جيجي" المرشد السياحي وكيف انه كان ماهرا في تأليف الحكايات وقصها على الجمهور وجعله يتأثر بها .(ج) شخصية "بيبو" الكناس وكيف انه كان يحب عمله ويتقنه ويشعر انه ليس هينا بل انه عمل عظيم .(د) شخصية "نينو" وزوجته وكيف انهم كانوا يحبون الاطفال ويعطفون عليهم خاصة "مومو" كل هذه الشخصيات ساعدت الكاتب في ان يشعر القارئ بالمشكلة التي حدثت بعد تدخل الرجال الرماديين. (ه) وشخصية السيد "أورا" وكيف ظهر مع ظهور المشكلة لمحاولة ايجاد حل لها.

5- الحبكة في الرواية: الحبكة هي حدوث أزمة كبيرة تعوق سير الحياة الطبيعية لشخصيات الرواية وقد نجح الكاتب في خلق مشكلة منذ تدخل الرجال الرماديين في حياة الناس وسرقة الوقت منهم بطرق ملتوية وكيف حدثت الأزمة الحقيقية لدى الطفلة "مومو" عندما عادت من رحلتها من اللامكان عند السيد "أورا" ولم تجد أصدقائها ووجدت نفسها وحيدة فقررت البحث عن أصدقائها وقررت البحث عن حل لهذه الأزمة بعدما علمت أن الرجال الرماديين هم وراء كل ذلك وكيف ستستطيع التغلب عليهم.

6- نهاية الرواية : مثلما برع الكاتب في وضع بداية وحبكة فانه نجح أيضا في وضع نهاية للرواية وكيف استطاعت "مومو" بمساعدة السيد "أورا" والسلحفاة "كاسيوبايا" التغلب على الرجال الرماديين بطريقة غير مبتذلة وبطريقة يقبلها العقل على حسب القوانين التي وضعها الكاتب منذ بداية الرواية .

7- الحوارية في الرواية : مثلما برع الكاتب في سرد تفاصيل الرواية المتمثلة  في الوصف عموما

( أحداث – أشخاص _ اماكن ) كانت الحوارية لديه على نفس القدر من الجودة فلم يطل فيها بحيث يفتعل الحوار ولم يقصر فيها بحيث يمل القارئ من السرد بل وازن بينهما بطريقة رائعة .

8 – الرمزية في الرواية : تميز الكاتب بإعطاء رمزية مفهومة الى حد ما فلا يتعمق ويغالى فيها بحيث لا يفهم القارئ العادي ولا يبالغ في المباشرة بحيث يمل القارئ المثقف ومن أكثر اللقطات التي أعجبت برمزيتها في الرواية اسم السيد "أورا" فقد سماه الكاتب ( ثكندوس مينيتوس اورا ) ويرمز الى الثانية والدقيقة والساعة، وتجلت رمزية الكاتب في الرجال الرماديين فيمكن أن نأخذهم على أنهم الجانب السيئ داخل البعض والذى يحثهم على اهدار الوقت دون الشعور بالذنب فقد دعوا الناس لأن يوفروا وقتهم لأجلهم بطرق ملتوية بمعنى اخر أن يضيعوا وقتهم دون العلم بخطورة ذلك واللون الرمادي في بلاد الألمان يرمز الى الشر فقد تأثر الكاتب ببيئته ، والرمزية في السلحفاة "كاسيوبايا" تعنى عدم التسرع في فعل الأشياء لذا أتى بالسلحفاة وهيا من أبطئ الكائنات على وجه الأرض لكنه يقوم بعمله بدقة ( في التأني السلامة ) و "مومو" هي الجانب الجيد بداخلنا والذى يحثنا على الحفاظ على الوقت والاستمتاع به وعدم اهداره .

9 – الأمانة الأدبية لدى الكاتب : " إن الكاتب ميخائيل انده" شخص أمين أدبيا فقد نوه في اخر الرواية أنها ليست من ابتكاره ولكن حكاها له رفيق أثناء ركوبهما القطار ويحسب له فوق أمانته نقلها لنا بهذا الشكل الإبداعي من الذاكرة بمجرد سماعها مرة واحدة .

No comments:

Post a Comment