Wednesday, September 28, 2016

الكنز الضائع ~ تأليف أميرة غريب عبدالعظيم



لعلنا ندرك ان اغلبنا يمتلك كنز لا يعرف قيمته -الا من رحم ربي-الا عندما يضيع منه ، الكنز الذي من خلاله نتقدم ونحقق اهدافنا اذا استثمارنه بطريق صحيحه ،او نتخلف اذا ضاع منا ، انه الوقت، هو ذلك الكنز الذي ضاع ضعنا معه، كثير منا يستهين بالوقت ولا نعرف ان ذلك يدمرنا نحن، لان كل ثانيه تضيع من الوقت تأخذ الكثير من عمرنا ، فالوقت هو عمر الانسان ونبض الحياه لذا اهداره تضييع لحياتنا واذا سيطرنا عليه اصبحنا نسيطر علي حياتنا ، فاستخدام الوقت هو السر الكامن وراء تقدمنا ونجاحنا.
فالوقت مسألة دينيه اكتر من دنيوية ولقد اقسم الله –تعالي في كتابه العزيز (بسم الله الرحمن الرحيم)
"والعصر ان الانسان لفي خسر"
"والضحى والليل اذا سجي "
"والفجر وليالي عشر"
وغيرها من الآيات  الكثيرة التي تحثنا علي اهميه  الوقت.
فالسبب الرئيسي في تضيع الوقت واهداره هو الانسان مع انه اكثر ما يحتاج اليه هو الوقت ورغم ذلك لا يحسن استخدامه ، وليس الانسان وحده المهدر له ولكن ايضا اختراعاته فاستطاع "الكاتب ميخائيل انده "في روايته موموء  ان يوضح اكبر لصوص للزمن هؤلاء الذين  نعتقد موفر ومستثمر للوقت ولكنه في الحقيقة غير ذلك ، ويرجع تاريخ الرواية الي التسعينات ورغم ذلك استطاع ان يعبر عما يحدث في زمننا من اهدار للوقت وتضيعه  ،فلصوص الزمن في وقتنا هذا يتمثل في التكنولوجيا والانترنت والتلفاز فاغلبنا يري انها مستثمره للوقت وموفره له الا انها في الحقيقة هي من اكبر لصوص للوقت فنحن نضيع الوقت امامها دون اي جدوي او فائدة ولكن اذا احسن استخدامها نستطيع  ان نستفيد من مميزاتها وبذلك تكون غير مهدره للوقت.وان الانسان العادي لا يهتم بمرور الوقت ، ولكن الانسان الموهوب يقدرة،فالوقت هو المادة الخام لحياه الانسان.
سوف نتحدث عن امثال في الرواية عن استغلال الوقت والمثال الثاني لا يعرف كيفيه استغلال الوقت ويهدره في اشياء لا تفيدة وهما شخصيه "بيبو كناس " وشخصيه "الامبراطورة شترا بيتا أجوستينا" فشخصيه بيبو استطاع ان يستغل وقته ولا يضيعه فأكان يستغل كل لحظه في التفكير وانجاز المفيد  ، اما شخصيه الامبراطورة فاهدر وقتها فيما لا يفيدها واضاعت الكنز الحقيقي "الوقت "بسب كنز مزيف "الحوت"، وهناك الكثير من التناقض بين هذين الشخصان "بيبو الكناس" رجل يتميز بالحكمة والصمت الذي يأتي من بعدة الحديث المليء بالأفكار وكلام له معني معبر عن ما يدور في فكرو ، و"الامبراطورة شرابتينا "التي يعيبها السذاجة والغباء الذي وصل بها ان تترك ملكها وحكمها بسبب تخاريف ليس لها صحه من الاساس.
استطاعت شخصيه بيبو ان تؤثر علي فتعلمت منها الثير والكثير حيث تعلمت كيف اتكلم ؟ومتي اتكلم؟ تعلمت ان مشوار الالف ميل يبدا بخطوه ،تعلمت عدم التسرع في انجاز اعمالنا لان ذلك لا ينتج الا التعب والارهاق وعدم الدقة ، رسم المستقبل تحقيق الاحلام لا يأتي مره واحده فلابد من التركيز في  الخطوة التي نحن فيها ثم التي لتاليها حتي استطع بذلك انجاز العمل كامله .
اما اذا ذهبنا الي شخصيه الامبراطورة حقا لما اعجب بها ولكني استفد من ما حدث لها ،حيث لابد علي الانسان ان لا يكون بهذه السذاجة  يصدق كل ما يقال دون تفكير ،وكيف استطاع اعدائها الانتصار عليها ن خلال معرفه نقطه ضعفها وغبائها والسيطرة علي ملكها.
ورغم الاختلاف بين المستويات بينهم الا ان الذي يحكم بينهم ويفضل شخصيه عن الاخر هو العقل والمستوي الفكري ، "فبيبو" كناس ولكنه رجل حكيم وغني بفكر ،والإمبراطورة غنيه بأموالها ولكنها فقيره في عقلها ،واذا اردنا اختصار لتلك الفقرة  فتكون استثمار الوقت +تشغيل العقل=انسان ناجح ومجتمع متقدم.
ولو انتقلنا الي مقارنه اخري في روايتنا: "مومو" و"الرجال الرماديين"   سوف نجد براعه مومو في استماعها للأخرين بكل تركيز حيث بسبب اهتمامها لهم ولحديثهم يستطع الناس ان يجدو حل وافكار لمشكلاتهم وخلافهم فكانت تستطع الاستماع بحيث يصل ناس اغبياء الي افكار ذكيه كان يلجا اليها كبير وصغير فاذا احد وجه مشكله يرشده الناس ان يذهب الي مومو تللك الفتاه التي لا يتعد سنها الثامنة سنوات ولكن الجميع كان يحبها ويذهب اليها ،وكانت الاطفال يسعدون مع اللعب معها حيث الافكار الجديدة التي كإنو يجدوها اثناء لعبهم .
اعدائها "الرجال الرماديين" كان يجدو هذا مضيع لوقت الاخرين وانها العقبة امام نجاحاهم واعمالهم وانها من الافضل ان تبعد عنهما فإنها كمثل حجر يقف امام توفير وقتهم ويدمر تقدمهم ووجودها في حياتهم لا يفيدهم بشي، ولكن في الحقيقة من وجهه نظر كقارئ ان ما تفعله مومو هو افضل عمل لقضاء الوقت ،لان الوقت في هذه الحالة لا يضيع هدر وانما يقضي بفائدة كبيره بالنسبة للأخرين واصدقاها ،فحل المشكلات والمواقف التي يتعرض اليها الانسان فاذا لم يقضي الوقت في تللك المسألة فاين سوف يضع اذن؟.
اذا ذهبنا الي "الرجال الرماديين" فهم معتقدين انهم اصحاب الفضل علي الناس وانهم يوفر لهم الوقت ليستثمروه لصالحهم ويدعو بان مومو هي التي تسرق وقتهم ولا تفيدهم ،ولكن في الحقيقة هما اللصوص الحقيقيون لصوص ،وقتهم ولصوص عمرهم ،انهم يستغلون وقت الاخرين لصالحهم هم وليس لمصالح الاخرين ، كإنو دائما محاربين لمومو محاولين التخلص منها ولكن مومو استطاعت هي من تنتصر عليهم وتخلص البشرية من شرهم وسرقه اعمارهم .
وبذلك نكون متفقين ان مومو هي تلك التي كانت سبب في ان الناس استغلوا وقتهم في شيء يرجع اليهم بفائدة ،وليس الرجال الرماديين فما هم الا لصوص لزمنهم .
مومو هي المستقبل الذي استطاع ان يهزم ويدمر لصوص الوقت وينقذ الوقت المسلوب من الناس.
 

No comments:

Post a Comment